فإن لم تستطع ذلك وأصابك من إيذائهم ما أصابك، وخفت من تأثيرهم فيك وفي دينك، فلا تضرَّنَّ نفسك في أن تخالط أهل السوء طالما أنك لا تقدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. معنى قوله تعالى: (وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه.. ) تفسير قوله تعالى: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا... ) تفسير قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا... ) تفسير قوله تعالى: (قل الله يحييكم ثم يميتكم... )
قال تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56]. إِنّ «الناصية» في اللغة معناها الشعر المسترسل على الجبهة ، وهي مشتقة من «نصا» ومعناها الإِتصال والإِرتباط ، وأخذ بناصية فلان «كناية عن القهر والتسلط عليه» فما ورد في الجملة السابقة من الآية من قول الحق سبحانه: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} إشارة إِلى قدرته القاهرة على جميع الأشياء بحيث لا شيء في الوجود له طاقة المقاومة قبال هذه القدرة ، لأنّ من أحكم الإِمساك على شعر مقدم الرأس من الإِنسان أو أي حيوان آخر ، فإِنّه يُسلب منه القدرة على المقاومة عادة. والغرض من هذه العبارة أنّ المستكبرين المغترين وعبدة الأوثان والظالمين الباحثين عن السلطة لايتصوروا أنّه إذا أخلي لهم الميدان لعدّة أيّام فذلك دليل على قدرتهم على المقاومة أمام قدرة الله ، فعليهم أن يلتفتوا إِلى هذه الحقيقة وأن ينزلوا من مركب غرورهم.
وهذا الذي قررناه غير مرة: ما السر في هذه الحياة؟ ما العلة في وجودها؟ والله! إنها للعمل، وما السر في الحياة الثانية؟ لم يوجدها الله؟ والله! إنه الجزاء، هذه دار عمل وتلك دار جزاء أو لا؟ هذه دار عمل، فلم خلقنا؟ لم رزقنا؟ لم وهبنا أسماعنا وأبصارنا وعقولنا وأيدينا؟ من أجل أن نعبده، إذاً: والجزاء متى يكون؟ ها نحن نشاهده يميتنا ليحيينا ويجزينا في الدار الآخرة. فنبرأ إلى الله من الشرك والكفر والجحود والإلحاد، آمنا بالله ولقائه، آمنا بالله ورسوله، آمنا بالله وكتابه، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات الآن مع هداية الآيات. قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: تقرير البعث والجزاء]. من هداية هذه الآيات التي تدارسناها الآن بفضل الله: تقرير عقيدة البعث والجزاء، يا عباد الله! ما المراد بالبعث؟ البعث: أن يبعثنا من الأرض، كنا لاصقين بالأرض فيخرجنا منها، البعث لماذا يبعثنا من جديد؟ هل لنعبده؟ لو أراد العبادة فقط لما أماتنا وتركنا نعبده، فلم يوجدنا؟ الجواب: ليجزينا على عملنا إما بالنعيم المقيم فوق السماء السابعة في الجنة دار السلام، وإما بالعذاب الأليم في الدركات السفلى من الكون.
[١٠] فضل سورة الجاثية أخبر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن مكانة السُّور القرآنية التي تبدأ بالحروف المقطّعة حم؛ فقد أسماها الصحابة آل حم -آل تعني العائلة أو المجموعة- كونَها تنتمي إلى عائلةٍ واحدةٍ مكوّنةٍ من سبع سُورٍ هي على الترتيب: غافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية وأخيرًا الأحقاف، وقال عنها: "آل حم" ديباج القرآن، وقال أيضًا: "إذا وقعت في "آل حم" فقد وقعت في روضاتٍ أتأنق فيهن" والتأنق يعني: التدبّر والتأمل والفَهم العميق لمعاني الآيات، كما أطلق ابن عباس على سور الحواميم، ومنها سورة الجاثية لباب القرآن، فقال: "إن لكلّ شيء لبابًا ولباب القرآن "آل حم" أو قال: الحواميم". أمّا عدا ذلك من الفضل المتعلِّق بهذه السورة فلا أصلَ له كفضلِ قراءتها قبل النوم للستر يوم القيامة والمباعدة عن النار، وقد وردت أحاديث موضوعة حولها ومنها: "مَنْ قرأ حم الجاثيةِ ستر اللهُ عورتَه" [١١] ، كما أنّ الألباني في تحقيقه حول فضائل سور القرآن الكريم لم يورد فضلًا يتعلّق بقراءة سورة الجاثية أو أيًّا من آياتها.
innovashop-it.com, 2024