العبر المستفادة من قصة آسيا زوجة فرعون من أهمّ العبر المستفادة من قصّة آسيا:الثبات على طريق الحق يحتاج إلى إصرار وقوّة عزيمة. وجوب الإيمان بقدرة الله -تعالى- على نصر أوليائه كما فعل مع آسيا. عقاب المجرمين مهما تأخّر فإنّه مُحَقَّقٌ؛ فقد كتبَ ذلك الله -تعالى- على نفسه. قصة سيدنا موسي عليه السلام كاملة من هنا: صة-سيدنا-موسي-عليه-السلام
وهي نموذجٌ عالٍ في التّجرد لله من كلّ هذه المؤثّرات وكلّ هذه الأواصر، وكلّ هذه المعوقات، وكلّ هذه الهواتف، ومن ثَم استحقّت هذه الإشارة في كتاب الله الخالد الذي تتردّد كلماته في جنبات الكون وهي تتنزّل من الملأ الأعلى" ا. ه وفي الآية ملمح مهمّ هو أنّ امرأة فرعون لم تطلب من الله تعالى قصرًا بل بيتًا، وشتّان بين القصر والبيت من حيثُ الرّفاه والترف والسّعة، ولكنّها مع ذلك لم تطلب من الله تعالى قصرًا بل بيتًا، في إشارةٍ إلى أنّ المرأة مستعدّة للتّخلي عن القصر المنيف إن كان في صحبة طاغية متجبّر مستبدّ، فالقصر مع الرّجل العتلّ الزّنيم يغدو خانقًا أضيق من خرم الإبرة، والبيت مع الجوار الجميل يغدو فسيحًا رائقًا، فلذلك لم تهتمّ امرأة فرعون بالبناء بل بالجوار فقالت: "رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا" فاهتمّت بالعنديّة التي هي عنديّة القرب والكرامة، ولم تشغلها ماهيّة البنيان. وهكذا يقدّم البيان القرآنيّ نموذج امرأة فرعون؛ المرأة التي لا تهاب بيئة الاستبداد المنزليّ والسياسيّ والاجتماعيّ وتسعى لتغييرها بطريقة ناعمة ابتداءً مع وضوحٍ في الموقف وإرادة عاليةٍ، حتّى إذا وصل الأمر إلى المفاصلة بين الحقّ والباطل أعلنت بكلّ وضوحٍ موقفها؛ بإرادةٍ هيّابةٍ تتقاصر أمامها همم الخلق رجالًا ونساءً، همّها ألّا تتدنّس بظلم الظالمين، وأن تنجو من بطش الباطشين، ولسانها يلهج: "وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ".
أضيف في: 2021-12-20 | عدد المشاهدات: 97
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا﴾ (مريم: 16 - 21). لقد أثنى الله تعالى على الصديقة مريم ابنة عمران عليها السلام ثناءً تكاد تضاهي به الأنبياء عليهم السلام، إن من حيث اصطفاؤها وتطهيرها أو من حيث قبولها القبول الحسن عندما تقبلها ربها بعدما ولدتها أمها وسمتها مريم (ومعناها العابدة). أو من حيث جعلها مثالاً يحتذى عند الرجال والنساء، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ َ﴾ التحريم: 11 و12).
فقالت: (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) ، فلم تغرّها كل إمكانياته المادية، ولم تخف من بطش فرعون فرفضت منهجه وعمله، وطلبت أن يُنجيها الله من ويلات نكاله. بل شعرت آسيا (رض) أن عليها أن تكن خارج التكتل الظالم كله لتحرز آخرتها، فقالت: (ونَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). بحق أنها صاحبة بطولة موقف إيماني في أصعب الظروف حين تحدت وهي إمراة برفض زوجها الجبار المتغطرس وهي في بيته وتحت هيمنته. هكذا هي إمرأة الإيمان المتقدم، فباتت مثلاً وقدوة للأجيال على مدى الحياة، وخلّدها الله تعالى في قرآنه العظيم بكلمات التبجيل والثناء لموقفها الصعب وتحديها لفرعون. ولذا لم تترك آسيا (رض) عذراً لأحد بالاستسلام والركون للطواغيت تحت أي ظرف كان، او للخضوع للظروف في عدم الإيمان بالله الواحد الأحد. وبحق إنها حجة الله في إيمانها وموقفها بتحدي حكم الطاغية وقرارته التعسفية. وكان الحر الرياحي قد شابه موقفها حين إنحاز الى جيش الإمام الحسين عليه السلام وترك منصبه، وآثر الجنة على دنيا العمل مع الظالمين فكان مثلاً وشهيداً عظيماً. جعفر العلوي
أما عندما جاءها الملاك جبرائيل عليه السلام ليهب لها غلاماً زكياً فقد استجارت بالرحمن، ولم تتعوذ بالله أو الرب بل الرحمن لأنها بحاجة للرحمة أكثر من أي مر آخر، فالرحمة غاية آمال المنقطعين إليه تعالى من أهل القنوت. ولم تسأله عن مهمته وتوجهت إلى الرب المدبر متسائلة مستفهمة لمعرفة الحقيقة غير مستنكرة إذ الأسباب الطبيعية للحمل والولادة لم تحصل فكيف سيكون؟. وتستسلم لمشيئة الباري عز وجل إلى أن يصيبها مخاض الولادة ساعتئذٍ تشعر بالوهن والضعف، وفكرت بما سيؤول حالها بعد الولادة فتمنت الموت بل أن لا تذكر في قومها حتى لا تقف موقف الاتهام في أغلى ما عند الإنسان، وهو الشرف. وأطاعت المولى عز وجل فيما أمرها به من الصوم للنجاة من الاتهام. وهكذا تتم المشيئة الإلهية في أمر مريم المطهرة وابنها الرسول وليكونا الآية المعجزة للناس أجمعين. وهي إحدى النساء الأربع من سيدان النساء: آسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هكذا يمكن أن تكون المرأة كالرجل محلاً للعناية الإلهية. ويمكن أن تتمتع بالقرب من الله تعالى إذا أخلصت نفسها لله تعالى، وعرجت بروحها إلى الملكوت الأعلى. كما كانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام محلاً للطف والعناية الإلهية، فكانت الذرية الطاهرة المطهرة الهادية للأمة إلى قيام يوم الدين، كما كان النبي عيسى عليه السلام روح الله ورسوله هادياً لبني إسرائيل الجاحدين.
وأراد فرعون سلبها له. ولم يكن لإرادة فرعون صمودٌ أمام إرادة الله. فكانت آسية بما وهبها الله من إنسانيةٍ فذّةٍ وأمومةٍ راقية صادقة التجلّي مثالاً يُحتذى لكلّ امرأةٍ تبحث عن خلاصٍ ومنارةٍ، لكل أنثى تبحث عن كلّ الدروب المؤدية إلى الله.. أمّا شهادتها، فقد أعطاها القرآن الكريم أبعاداً مهمة انفردت فيها شهيدة شاهدة بين نساء العالمين قاطبةً، على دروب التوحيد وفي ضياء معرفة الله، لذلك رسم القرآن مشهد شهادتها بألوانٍ زاهية تتلألأ كالفردوس أمام طلاّب الشهادة، لقد جعلها مثلاً لكلّ الذين آمنوا دون تمييز بين رجلٍ وامرأةٍ فكانت بذلك مثالاً للرجالِ كما للنساء أن لم نقُلْ قبلهن. صحيح أنّ القرآن الكريم لم يذكُر لنا تفاصيل الحدث الخاتمة في حياتها. وصحيح أنّه ترك للمؤرخين ذِكْرَ صخرةٍ ثقيلة وُضِعت على صدرها وقد لفظت أنفاسها على الأثر ولكنّه ذكرَ في مكان آخر أوتاد فرعون التي ضاعفت آلام آسية. لذلك لا نبالغ فعلاً لو قلنا أنّ آسية في كتاب الله سيدة الإيمان الممتحن والقول المحكم. فها هي وفي آخر لحظاتها مع الحياة تعاني وجع الأوتاد التي وتد فيها فرعون أطرافها وهي تقف شامخةً إزاء المسافة التي امتدّ فيها جسدها الشريف – مادّةً وظلاّ – طريحاً على رمضاء محرقة قرب قصر كانت تنعم فيه بعز لم تسبقها إليه امرأة قط، وها هي اليوم تلغي كلّ ما نظرته عيناها سابقاً لتكتفي بإيمانها بالله يُريها في احتدامٍ معاناتها لوجع الصخرة الملقاة على صدرها ما طلبته منه سبحانه وقد كان طلبها بيتاً في الجنة رافضةً إزاءه قصر فرعون ولنلاحظ أنّها ما طلبت قصراً بقصرٍ بل بيتاً يكفيها لعبادة الواحد الأوحد.
وبناءً على هذا فإنّ القرآن يحذّر زوجتي الرّسول اللتين اشتركتا في إذاعة سرّه، بأنّكما سوف لن تنجوا من العذاب لمجرّد كونكما من أزواج النبي كما فعلت زوجتا نوح ولوط فواجهتا العذاب الإلهي. كما تتضمّن الآيات الشريفة تحذيراً لكلّ المؤمنين بأنّ القرب من أولياء الله والإنتساب إليهم لا يكفي لمنع نزول عذاب الله ومجازاته. وورد في كلمات بعض المفسّرين أنّ زوجة نوح كانت تدعى «والهة» وزوجة لوط «والعة» بينما ذكر آخرون عكس ذلك أي أنّ زوجة لوط اسمها (والهة) وزوجة نوح اسمها (والعة). وعلى أيّة حال فإنّ هاتين المرأتين خانتا نبيّين عظيمين من أنبياء الله. والخيانة هنا لا تعني الإنحراف عن جادّة العفّة والنجابة، لأنّهما زوجتا نبيّين ولا يمكن أن تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة، فقد جاء عن الرّسول (ص): «ما بغت امرأة نبي قطّ». كانت خيانة زوجة لوط هي أن أفشت أسرار هذا النبي العظيم إلى أعدائه، وكذلك كانت زوجة نوح (ع). وعلى كلّ حال فإنّ الآية السابقة تبدّد أحلام الذين يرتكبون ما شاء لهم أن يرتكبوا من الذنوب ويعتقدون أنّ مجرّد قربهم من أحد العظماء كاف لتخليصهم من عذاب الله، ومن أجل أن لا يظنّ أحد أنّه ناج من العذاب لقربه من أحد الأولياء، جاء في نهاية الآية السابقة: ﴿فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾.
أضيف في: 2021-10-11 | عدد المشاهدات: 145
واصفا من معه بأنها امرأته وليست زوجته!!!. ولكن بعد أن رزقه الله ولدا وهو سيدنا يحيى اختلف التعبير القرآني. فقال الله تعالى ( ﻓﺎﺳﺘﺠﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻭﻭﻫﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﺃﺻﻠﺤﻨﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﻪ ). فاسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة بعد اصلاح خلل عدم الانجاب!!! ﻭ ﻓﻀﺢ الله بيت ﺃبي ﻟﻬﺐ.. ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ )، ليدلل القرآن أنه لم يكن بينهما انسجام وتوافق!!! الصاحبة: يستخدم القرآن الكريم لفظ ( صاحبة) عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين… لذلك فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن لفظ ( صاحبة)، قال تعالى: ( ﻳﻮﻡ ﻳﻔﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻭﺑﻨﻴﻪ ). لأن ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة.!!! ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﺍﺣﺔ: ( ﺃﻧﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﺔ ) ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ( ﺯﻭﺟﺔ ) ﺃﻭ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ) ؟؟ قال الله تعالى ذلك لينفي ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ الآخر نفياً قاطعاً …ﺟﻤﻠﺔَ ﻭﺗﻔﺼﻴلاً… ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ الذي أنزل هذا الكتاب المعجز والذي قال فيه في سورة االإسراء – الآية 88 (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا. )
innovashop-it.com, 2024