فقد جعل الهوى إلها.. لأن هذا (لباطر الحق) جعل هوى نفسه هو الذي يسيره وهو الذي يسمح له بالتنقص من الآخرين وظلمهم فكأنه أطاع الشيطان وبهذا فهو بمنزلة (الإله) بالنسبة له، فيتعامل مع مرؤوسيه بهواه ولحاجة في نفسه. 2- الموظف حين يتعامل مع المراجع بناء على هوى أو مصلحة شخصية فينكر ما له من حق واضح وناصع مكفول له بناء على مركزه ووظيفته، فإذا كان رئيسا أعطي صلاحيات معينة فهو يستغلها استغلالا سيئا ويتعامل (المراجع) بناء على مصالح الشخصية وآنية فيفكر ويكابر بحقوق هذا المراجع وهذا من (بطر الحق وإنكاره). 3- (غمط الناس) هناك ترابط وثيق بين (بطر الحق) و(غمط الناس) فمن يبطر الحق سيغمط الناس ومن يغمط الناس سيبطر الحق وكلاهما صفتان ذميمتان حذر منهما رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وقال: إنها هما (الكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة إذا كان فيه مثقال ذرة منه، ومن هنا كان التحديد دقيقا وليس ب(المظاهر) التي يعتقدها الناس، إن الإسلام يحاسب على العمل وليس (المظاهر)، إن (غمط الناس) هو الذي يحدد العلاقة مع الناس.. وتعني ازدراء الآخرين واحتقارهم والحط من قدرهم. نجد الكثيرين في زماننا هذا يستهزؤون بفلان من الناس وأن كلامه كذا ولبسه كذا، أو أن يستهزؤون بأحد الأشخاص.
رواه البخاري ( 3465). ثانياً: والكبر صفة من الصفات التي لا تنبغي إلا لله تعالى ، فمن نازع الله فيها أهلكه الله وقصمه وضيق عليه. عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: " العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته ". رواه مسلم ( 2620). قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ ، فالضمير في " ازاره " ، " ورداؤه ": يعود إلى الله تعالى للعلم به ، وفيه محذوف تقديره: " قال الله تعالى: ومن ينازعني ذلك أعذبه ". ومعنى " ينازعني ": يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك. وهذا وعيد شديد في الكبر مصرح بتحريمه. " شرح مسلم " ( 16 / 173). وكل من حاول الكبر والارتفاع خفضه الله تعالى في الأسفلين وجعله في الأذلين لأنه خالف الأصل فجازاه الله تعالى بنقيض قصده ، وقد قيل: الجزاء من جنس العمل. والذي يتكبر على الناس يكون يوم القيامة مداساً تحت أقدام الناس فيذله الله تعالى جزاء ما كان منه من الكبر. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرِّ في صُوَر الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى " بولس " تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال".
innovashop-it.com, 2024