وقبل ذلك تكون إصابة الطفل الصغير بواسطة أحد الفخاخ امتدادا لتلك المأساة، لاسيما وأن الشخصيات مجتمعة سوف تدخل وسط اسطوانة مغلقة وشديدة الإحكام حتى يتعذّر على الجميع التقاط أنفاسهم. رعب يومي وسط عالم معزول تقع جميع تلك الأحداث على خلفية درامية واحدة يتم تأسيس مجمل المشاهد على ضوئها، ألا وهي السرعة الخاطفة في حضور تلك الكائنات الفتاكة في أي لحظة ومع وجود أي صوت، وحيث تلتقط تلك الشخصيات ضحاياها بلا رحمة، وهو ما سوف نشهده في العديد من المشاهد، وخاصة مشاهد حبس الأنفاس عندما تقترب تلك الكائنات إلى درجة التماس مع إيفلين، لكن المعجزة ما تلبث أن تتحقّق في عودتها إلى أولادها. واقعيا لا تستطيع وأنت تشاهد تلك التراجيديا القاتمة سوى التعاطف مع إيفلين وكفاحها المرير من أجل إنقاذ أطفالها ونفسها، بينما هي تشاهد كل ما هو من حولها يتعرّض للموت في أي لحظة ممّا يشعرها بصعوبة إنقاذ نفسها وأطفالها، لاسيما وأن فرص النجاة تتضاءل مع عدم وجود أي قوة قادرة على التصدّي لتلك الكائنات الوحشية القاتلة. من جهة أخرى نجح المخرج في اختيار تلك الكائنات الوحشية وقدرتها على الحركة حتى أقنعنا بأننا فعلا أمام كائنات غازية قادمة من المجهول تم تسليطها على البشر، وصولا إلى ذلك النسيج المرتبك من العلاقات بين الناس، والذي تغلب عليه الأنانية والصراع من أجل البقاء وإنقاذ النفس.
تم الكشف عن عنوان الكشف عن الجدول الزمني للقادم مكان هادئ فيلم ثانوي. المكتب النجم جون كراسنسكي هز العالم عندما أطلق في عام 2018 فيلمه الإخراجي الأول ، وهو فيلم رعب عن عائلة نجت من غزو فضائي. مكان هادئ سيثبت نجاحًا كبيرًا لشركة Paramount ، حيث حقق 341 مليون دولار في شباك التذاكر بميزانية قدرها 17 مليون دولار فقط. بعد أرقام شباك التذاكر مثل هذا لم يكن مفاجئًا حقًا متى مكان هادئ الجزء الثاني وصل في عام 2021 ، كتبه وأخرجه كراسنسكي مرة أخرى. وقد حقق هذا الفيلم في النهاية نجاحًا كبيرًا حيث تم الحصول عليه 297 مليون دولار في شباك التذاكر على الرغم من إصداره وسط جائحة COVID. لكن ال مكان هادئ الامتياز التجاري بعيدًا عن الانتهاء ، حيث تم الكشف عن الخطط لـ مكان هادئ الجزء الثالث من المقرر إطلاقه في عام 2025 ، بالإضافة إلى فيلم عرضي سيصل في عام 2023. تفاصيل مؤامرة حول هذين مكان هادئ من الطبيعي أن يتم الاحتفاظ بالمتابعات طي الكتمان في الوقت الحالي. اليوم في CinemaCon ، قدمت شركة Paramount بعض المعلومات الأساسية المتعلقة بالفيلم العرضي لعام 2023 المرتقب بشدة. كما ذكرت إريك ديفيس من Fandango و Rotten Tomatoes ، تم تسمية الفيلم رسميًا مكان هادئ: اليوم الأول.
دليل الآباء: بالنسبة للمشاهد المخلة بالحياء والعنف في فيلم مكان هادئ، في الدقيقة 3 تنزل إيفلين إلى القبو وتجمعها مع زوجها أجواء رومانسية ويرقصون معا، ليس هناك تبادل للقبل بشكل مباشر، مشهد إيفلين عندما جاءها المخاض وهي تسيل منها الدماء ونزول ماء الجنين، تطبع الفيلم أجواء الرعب والإثارة وأيضا الحزن والوحدة، تكاد تنعدم الحوارات الصوتية، إذ يتواصلون عن طريق لغة الإشارة، وبهذا يجب على المشاهد إما أن يحسن لغة الإشارة أو أن يفهم المقصود من سياق أحداث القصة، لا ينصح بمشاهدته من طرف الأشخاص أقل من 16 سنة.
ووظّف المخرج حركات الكاميرا والإضاءة والمؤثرات الصوتية وزوايا التصوير المتنوّعة في تقديم فيلم غزير في مادته البصرية وتنوّع مشاهده وانتقالاته المتسارعة، ولاسيما في الأماكن النائية والمهجورة مع بقاء الشخصيات تدور في متاهة البحث عن سبيل آمن لإنقاذ نفسها. واعتمد المخرج أيضا على ترسيخ فعل الشخصيات كل على حدة ولم يكتف بوجودها مجتمعة وعلى اعتبار أنها تواجه قدرا مشتركا، ولهذا كان إحساس الشخصيات وهي في وسط الأزمة متنوّعا، مما أضاف قوة تعبيرية لهذا الفيلم بما دفع إلى المزيد من التعاطف مع تلك الشخصيات المأزومة وهي تحاول أن تجد لها ملاذا أو منقذا في وسط موت محقّق يتعرّض له الكثيرون ويوشك أن ينهي الحياة برمتها.
والحاصل أن أعباء المهمة الجسيمة سوف تتركّز على الأم إيفيلين (الممثلة إيميلي بلونت) والتي تتمثل في كيفية إنقاذ ابنتها الصماء وابنها وطفلها الرضيع، وهو ما يدفعها إلى اكتشاف إحدى المناطق النائية والمهجورة علها تجد فيها ملاذا ينقذهم جميعا من المحنة التي وجدوا أنفسهم في وسطها. وإذا ذهبنا بعيدا في استقصاء شكل تلك الأزمة وتداعياتها، فإن كاتب السيناريو والمخرج قد نجحا في نقلنا إلى الأجواء المشحونة بالرعب والتي تترتّب افتراضا على ذلك الغزو غير المتوقع وغير المحسوب الذي صارت الشخصيات تعيشه بشكل يومي. وإما إذا توقفنا عند حالة الشخصيات كل على حدة فقد نجح المخرج في بناء خط سردي متكامل يختصّ بكل شخصية على انفراد، فمثلا كل ما يتعلق بشخصية الطفلة ريغان الصماء (الممثلة ميلسينت سيموند) وهي قد برعت في أداء ذلك الدور وفي التعبير عن أشد لحظات الأزمة بفضل ذكائها الفائق وشجاعتها واندفاعها من أجل إنقاذ عائلتها، وهو ما سوف تقوم به بالفعل من خلال اقتفائها الأثر من خلال خط السكة الحديدية وصولا إلى البحر. هذا الانتقال الذي صنعته ريغان هو الذي سوف يشكل نقطة تحوّل في البناء الدرامي بشكل ملفت للنظر، إذ يترتب على خروج ريغان خلسة أن تدفع الأم إلى تتبعها ومحاولة إعادتها إلى المكان الذي كانوا يختبئون فيه، هنا سوف تشكّل المشاهد اللاحقة نقطة تحوّل في الدراما من خلال المواجهة التي ما تلبث أن تقع بين صديق العائلة، والذي من المفترض أنه من سيتولى مهمة إنقاذ ريغان، لكنه يتحوّل بدوره إلى ضحية، بل ويكاد أن يفقد حياته لولا تدخل ريغان وتمكنها من انتشاله من الغرق.
في وقت لاحق يأخذ الأب إبنه ماركوس إلى نهر قريب مع شلال كبير لتعليمه الصيد بينما تذهب ريجان لنصب أخيها بو التذكاري. يشرح لي لإبنه ماركوس بأنهما في مأمن من المخلوقات في وجود أصوات أعلى، فهي تخفي أصواتهم. ثم يكشف ماركوس لأبيه أن ريغان تلوم نفسها على وفاة أخيها بيو وتحتاج إلى والدها ليخبرها أنه ما زال يحبها. وبينما كان لي وماركوس عائدان من النهر، يصادفان رجل مسن، يقف فوق جثة امرأة عجوز، يفترض أنه زوجته، التي تم تقطيعها. يشير لي للعجوز بأن يبقى صامتاً، لكن يصرخ ويجذب المخلوقات. يلتقط لي إبنه ماركوس ويختبئا بينما المخلوق يهاجم الرجل العجوز، مما أسفر عن مقتله. إيفلين وحدها في المنزل تدخل العمل قبل الموعد المتوقع. بينما تشق طريقها إلى الطابق السفلي، تخطو على مسمار مكشوف وتتألم. وتسقط عن طريق الخطأ إطار الصورة الزجاجية وتنبه مخلوق قريب. تغير إيفلين أضواء المنزل الخارجي إلى الأحمر كإشارة خطر للآخرين وتكافح من أجل التزام الصمت أثناء انقباض الرحم. عند وصول الأب لي إلى المزرعة ويرى الأضواء، يأمر ماركوس بإطلاق الألعاب النارية. وعند وصوله إلى المنزل يجد إيفيلن مختبئة في الحمام مع ابنهما المولود حديثًا، ويرافق إيفلين في طريقه إلى الطابق السفلي المرتجع العازل للصوت.
تقفز ريغان من الأعلى وتنجح في مساعدة ماركوس، لكنها تغرق في محصول الذرة عوضا عنه وتختنق، لكنه يستطيع إنقاذها، يقفز الكائن المتوحش للهجوم عليهم، يقوم جهاز غرسة القوقعة الصناعية لريغان بإصدار صوت عالي التردد، مما يجعل الوحش يهرب بعيدا عنهم. تأخذ إيفلين إبنها وتنزل به إلى القبو حيث تتواجد شاشات المراقبة، تسعد برؤية إجتماع الشمل بين زوجها وأطفالهم، لكن سرعان ما يعود المخلوق ويهجم على لي ويسقطه أرضا، بعد ذلك يقوم بمهاجمة ماركوس وريغا المختبئان داخل الشاحنة الصغيرة، بينما تشاهد إيفلين ما يحدث لعائلتها برعب وحزن، ينهض الأب لي المجروح، يخبر إبنته ريغان أنه يحبها وكان يحبها دائما ويصرخ لإنقاذ أبنائه، مما يجعل الكائن يتخلى عن مطاردة أطفاله وقتله، يقوم ماركوس بتشغيل السيارة والروجوع إلى المنزل للإجتماع مع والدتهم وشقيقهم الصغير. تجتمع العائلة في القبو، بينما يتعرف ماركوس على شقيقه الجديد، تكتشف ريغان وهي حزينة المجهودات التي كان يقوم بها والدها لترقية جهاز السمع الخاص بها لجعلها تستعيد سمعها، فجأة يجدون المخلوق أمامهم بعد نزوله إلى القبو، تدرك ريغان بأن الصوت الصادر من الغرسة يزعج الكائن المتوحش، تقوم بتضخيم الصوت عبر وضعه أمام ميكروفون ليبدأ المخلوق في التألم وينكشف جسد رأسه تحت جلده المدرع، مما يسمح لوالدتهم بإطلاق النار على وجهه وطرحه قتيلا، يشاهدون عبر شاشات المراقبة قدوم مخلوقين آخرين إلى منزلهم، وذلك نتيجة صوت إطلاق النار، تستعد ريغان ووالدتها للقضاء عليهم بعد معرفة نقطة ضعفهم، وينتهي الفيلم.
ينجذب الإبن الأصغر بو إلى لعبة مكوك الفضاء التي تعمل بواسطة البطارية، لكن يرفض والده الأمر لأنها ستتسبب في صدور ضجيج، وبهذا ستتمكن المخلوقات القاتلة من معرفة مكانهم. أعادت ريغان اللعبة إلى أخيها الصغير عندما رأته حزينا بدون علم البقية، لكن بو أخذ البطاريات أيضا بدون علمهم جميعا، يغادرون البلدة المهجورة، في طريقهم إلى المنزل وسط الغابة وأثناء عبورهم الجسر، يقوم بو بتشغيل لعبة المكوك الفضائية، لتقوم الأصوات بتنبيه أحد الكائنات القريبة، مما يتسبب في مقتله أمام أعين عائلته المصدومة. في اليوم 472 على ظهور الكائنات القاتلة على كوكب الأرض، مرت أزيد من عام عن حادثة مقتل بو، تظهر عائلة أبوت وهي تعيش في مزرعة كبيرة مجهزة بكاميرات مراقبة، لا تزال ريغان تشعر بالذنب بسبب موت أخيها، يبدو بأن الأم إيفلين حامل وفي أيامها الأخيرة لإنجاب مولودها الجديد، يقوم الأب لي بجمع العديد من المعلومات عن المخلوقات القاتلة ويحاول الإتصال بالعالم الخارجي، لا تزال العائلة تعيش بحذر شديد لكي لا تصدر أي أصوات عالية، حتى المولود المنتظر نجدهم مجهزين له جهاز تنفس اصطناعي للإغلاق عليه وكتم صراخه. في الغد، يبدو بأن ريغان لا ترغب في إستعمال جهاز غرسة القوقعة الصناعية الذي قام والدها بترقيته، إذ تعتقد بأنها لن تساعدها لإستعادة سمعها كسابقتها، يأخذ لي إبنه ماركوس إلى أحد الأنهار القريبة، من أجل تعليمه كيفية الصيد، تود ريغان مرافقتهم لكن والدها يرفض ذلك، يجلس لي مع إبنه خلف أحد الشلالات الكبيرة ويبدأ في الصراخ، يرتعب ماركوس خوفا من قدوم المخلوقات المتوحشة، يطمئنه والده بأنهم على مايرام هنا وبأن صوت الشلال يغطي على أصواتهم، تقوم ريغان بتجربة الجهاز الجديد الذي أعطاه لها والدها، لكنه لا يعمل وتحزن بشدة وتغادر المزرعة بدون علم والدتها.
وعند وصولهما للطابق السفلي يغادر لي ليجد الأطفال الآخرين، واعداً إيفلين بأنه سيحميهم. ثم تغفو إيفلين بعد ذلك، ولكنه سرعان ما يستيقظ لتكتشف أن الطابق السفلي من الحظيرة مغمور بالماء من أنبوب مكسور وأن مخلوقًا موجوداً في الطابق. تلجأ ريغان التي عادت إلى المزرعة، على قمة صوامع الحبوب مع ماركوس، لإشعال النار لتنبيه والدهما إلى مكان وجودهما. ومع ذلك ينفد السائل وتنطفئ النيران قبل أن تتمكن من جذب انتباه لي. باب من أبواب الصوامع يفتح فجأة، ويقع ماركوس في الصومعة، وصوت الباب يجذب المخلوق الذي كان يطارد إيفلين ويستهدف ماركوس وريجان. تغرق ماركوس في الذرة وتختنق تقريباً، لكن ريغان يقفز ويخلّصها قبل أن يصبح محاصراً. تتفاعل القوقعة المزروعة لدى ريغان مع قرب المخلوق عن طريق إصدار صوت عالي التردد يدفعها بعيدًا. يذهب الأطفال للهروب من الصومعة ويجتمعون مع والدهم. يعود المخلوق، ويهاجم ويجرح لي، في حين يختبئ ماركوس وريجان في شاحنة صغيرة. بعد رؤية والده مصاباً، يصرخ ماركوس باندفاع وصوت عالٍ ويجذب المخلوق إلى الشاحنة. ونظرًا لصوتها المزعج، تطفئ ريغان القوقعة المزروعة لأول مرة، غير مدركة لحقيقة أنها ربما تكون قد دفعت المخلوق بعيدًا.
innovashop-it.com, 2024