اختلَفَ أهلُ العِلمِ في صفةِ النُّهوضِ، على قولينِ: القولُ الأوَّلُ: يُسَنُّ رفعُ اليدينِ قبْلَ الرُّكبتينِ عند الرَّفعِ مِن السُّجودِ إلَّا إذا كان يشُقُّ عليه؛ فإنَّه يعتمِدُ على يدَيْهِ في النُّهوضِ، وهو مذهبُ الحنفيَّةِ ((تبيين الحقائق للزيلعي، مع حاشية الشلبي)) (1/116)، ((البناية)) للعيني (2/250)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 100، 107). ، والحنابلةِ ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (1/406)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/380). ، وقولُ داودَ الظَّاهريِّ ((المجموع)) للنووي (3/444). ، واختارَه ابنُ القيِّمِ قال ابنُ القيِّم: (البعير إذا برك، فإنه يضع يديه أولًا، وتبقى رِجلاه قائمتين، فإذا نهض، فإنه ينهض برجليه أولًا، وتبقى يداه على الأرض، وهذا هو الذي نهى عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفعل خلافه، وكان أول ما يقع منه على الأرض الأقرب منها فالأقرب، وأول ما يرتفع عن الأرض منها الأعلى فالأعلى، وكان يضع ركبتيه أولًا، ثم يديه، ثم جبهته، وإذا رفع، رفع رأسه أولًا، ثم يديه، ثم ركبتيه، وهذا عكس ِفعل البعير، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات؛ فنهى عن بروكٍ كبروك البعير، والتفاتٍ كالتفات الثعلب، وافتراشٍ كافتراش السبع، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب).
((زاد المعاد)) (1/224). ، وابنُ بازٍ قال ابن باز: (هذا هو الصَّوابُ: أن يسجُدَ على ركبتيه أولًا، ثم يضع يديه على الأرض، ثم يضع جَبْهَته وأنفه على الأرض، هذا هو المشروعُ، فإذا رفع، رَفَعَ جبْهَتَه أولًا، ثم يديه، ثم ركبتيه، هذا هو المشروع الذي جاءت به السنَّة عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو الجامِعُ بين الحديثين). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (11/62).
ماذا يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام – المنصة المنصة » اسلاميات » ماذا يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام ماذا يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام، حيث أن الركوع والسجود هما أركان الصلاة الأساسية سواء الفرض، أو النوافل، أذ لا تصح الصلاة الا بالركوع والسجود، ويقال في الركوع القول مختلف عن السجود، فالركوع لله عزوجل، والسجود بين يدي الله عزوجل، وهي الموضع الذي يكون فيه العبد قريب من الله عزوجل، لهذا فأننا في سطور المقال سوف نتطرق بالحديث لمعرفة ما يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام. ماذا يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام فصلاة القيام هي من أفضل وأحب الأوقات التي يحب أن يري بها الله عزوجل عبده المسلم، فكل العيون تنام، ويستيقظ العبد الصالح، لكي يختلي بنفسه مع الله عزوجل، يتعبد وصلي ويدعو الله سبحانه وتعالي، فعندما يقوم الصلاة ليلاً، وهي نافلة وسنة محببة، يكون الخشوع وتقوي الله ملازماُ له، وأما بالنسبة لما يقوله في سجوده وركوعه في صلاة الليل فخير قدوة هو رسول الله صل الله عليه وسلم، وقد ورد عن الرسول في الحديث الشريف قوله: "نُهيتُ أن أقرأَ وأَنا راكعٌ أو ساجدٌ. فأمَّا الرُّكوعُ فعَظِّموا فيهِ الرَّبَّ، وأمَّا السُّجودُ فاجتَهَدوا في الدُّعاءِ فقَمِنٌ أن يُستَجابَ لَكُم"، وهنا نكتب اليكم ما يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام: ما يقال في الركوع في صلاة القيام في الركوع من صلاة القيام يقول المصلي سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات، وبعد ذلك له أن يدعي الله سبحانه وتعالى بما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة.
ماذا يقال عن الرفع من السجود
ثانيًا: أنَّ رفعَ اليدينِ قبْلَ الرُّكبتينِ يوافِقُ قيامَ الإنسانِ، فإنَّه إذا قام مِن الأرضِ يرتفِعُ منه الأعلى فالأعلى ((زاد المعاد)) لابن القيم (1/224). ثالثًا: أنَّ رفعَ اليدينِ قبْلَ الرُّكبتينِ يخالِفُ نهوضَ البعيرِ؛ فإنَّه إذا نهَض، فإنَّه ينهَضُ برِجْلَيْهِ أوَّلًا، وتبقى يداه على الأرضِ، وهذا هو الذي نهى عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفعَل خِلافَه ((زاد المعاد)) لابن القيم (1/224). القول الثاني: يستحبُّ أنْ يقومَ معتمِدًا على يديه، وهو مذهبُ المالكيَّةِ ((حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني)) (1/ 272)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/196)، ((القوانين الفقهية)) لابن جزي (ص: 46). ، والشافعيَّةِ ((المجموع)) للنووي (3/445)، وينظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (1/163). ، وقولُ طائفةٍ مِن السَّلفِ قال ابنُ المنذِر: (فروينا عن ابن عمر: أنه كان يعتمد على يديه إذا أراد القيام، حدثنا إسماعيل قال: ثنا أبو بكر قال: ثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس قال: رأيت ابن عمر ينهض في الصلاة ويعتمد على يديه. وهكذا فعل مكحول، وعمر بن عبد العزير، وابن أبي زكريا، والقاسم أبو عبد الرحمن، وأبو مخرمة، وبه قال مالك والشافعي وأحمد بن حنبل) ((الأوسط)) (3/367).
innovashop-it.com, 2024