وقد امتن الله سبحانه وتعالى على قريش وأهل مكة المكرمة بالأمن في الحرم الشريف. قال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا} سورة القصص الآية (57). وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} سورة العنكبوت الآية (67)، إنه مكان الألفة، والمحبة، والائتلاف، واللقاء الجماعي، واجتماعهم آمنين، ولا بد من شكر هذه النعمة، ويكون ذلك بإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} سورة النمل الآية (91).
وانظر: "زاد المسير" (2/ 515). وقال الزمخشري، رحمه الله: "(مِنْ ذُرِّيَّتِي) بعض أولادي، وهم إسماعيل ومن ولد منه". انتهى، من "الكشاف" (2/558). وقال الشيخ عبد الخالق عضيمة، رحمه الله: "(من) للتبعيض، لأنه أُعلم أن من ذريته من يكون كافرًا، أو من يُهمل إقامتها، وهو مؤمن. البحر 5: 434، الجمل 2: 523. " انتهى من "دراسات لأسلوب القرآن الكريم" عضيمة (3/335). والحاصل: أن (من) في قوله تعالى: ( من ذريتي) إما أن تكون للتوكيد ، فلا إشكال على ما ذكر في التاريخ. أو تكون (من) للتبعيض، والمراد: بعض ذريتي، ثم لا يلزم أن تكون ذريته جميعها حاضرة، عند ذلك القول، بل يكفي أن يكون قد علم ، أو رجا أن يكون له ذرية أخرى سوى إسماعيل ، وأن يكون الذي أسكنه (إسماعيل) حاضرا ، ثم أولاده بعد ذلك تبع له. مع مراعاة أن هذه الأخبار المذكورة عن عمر إسماعيل، أو إسحاق ، أو غير ذلك: ليست في شيء من صحيح الحديث والخبر الذي تقوم به الحجة القاطعة للنزاع ، فليس من البين الاستشكال بها ، أو الوقوف عند حرفيتها كثيرا، مع أن توجيه الآيات مع هذه الأخبار، لو صحت: بين ظاهر في العربية، كما نقلناه عن أهل العلم ، والله أعلم
innovashop-it.com, 2024