عضو برونزي رقم العضوية: 72182 الإنتساب: May 2012 المشاركات: 1, 053 بمعدل: 0.
وتنسج حوله القصص والروايات والأساطير بأنه قابل فلانًا، وألبس فلانًا خرقة، وأعطى فلانًا عهدًا... إلى آخر ما يقصون وينسجون من أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان. ليس هناك دليل قط على أن الخضر حي أو موجود - كما يزعم الزاعمون - بل على العكس، هناك أدلة من القرآن والسنة والمعقول وإجماع المحققين من الأمة على أن الخضر ليس حيًا. وأكتفي بأن أنقل فقرات من كتاب "المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف" للمحقق ابن القيم. يذكر في هذا الكتاب رحمه الله ضوابط للحديث الموضوع الذي لا يقبل في الدين، ومن هذه الضوابط الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، وكلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد. فحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في المسجد، فسمع كلامًا من ورائه، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر. وحديث: يلتقي الخضر والياس كل عام وحديث: يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر. وسُئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقل: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان. وسُئل الإمام البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" (رواه الشيخان)، وسُئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا، مستدلين بالقرآن: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (الأنبياء:34).
[3] فدعاء سيدنا الخضر يعتبر دعاء باطل والحديث الذي كان فيه حديث موضوع وليس حديث صحيح، لأن للأحاديث الصحيحة عدد من العلامات التي يستدل بها الكثير من الأئمة، في أن ذلك الحديث مجرد موضوع لأن: ما تم قوله في حكم ابن حجر قد نزل بالضعف. عدم وجوده في كتب السنة المشهورة، وما يترتب عليه من هذا الثواب الجزيل لا يناسب أن تخلو منه كتب علماء السنة الحريصين على نفع الأمة، فقد توافرت الدواعي إلى نقله، وتداوله فقط. من الأدلة التي يستدل بها علماء مصطلح الحديث على كون الحديث موضوعاً أو لا هو اشتماله على الثواب الكثير مقابل العمل القليل، قال الإمام السيوطي في ألفيته في مصطلح الحديث أثناء ذكره علامات الوضع في الحديث: وما به وعد عظيم أو وعيد على حقير. أن الرواة غير معروفين الحديث الوارد عنهم مردود وقد سبق أن ورد في كتاب الموضوعات لابن الجوزي تفصيل سند الحديث، فقال ابن الجوزي إنَّ محمد بن الهروي -وهو أحد رواة الحديث، وكذلك فإنَّ عبد الله بن محرز متروك، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله عنه: ترك الناس حديث عبد الله بن محرز؛ أي الحديث الذي يروى عن عبد الله بن محرز لا يأخذ أئمة الحديث به. [3] دعاء الخضر لقضاء الحاجة يا حي يا قيوم، يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك مطر السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء.
الفراق بين موسى والخضر وعندما دخلوا إلى قرية متعبة وجائعة وطلبوا الطعام رفض أهل تلك المدينة أن يُطعموهم، فإذا بسيدنا خضر يجد جداراً أوشك على الانهيار فأقامه، فنصحه سيدنا موسى أن يأخذ اجر عما فعل، وهنا كان الفُراق وأخبر سيدنا خضر سيدنا موسى بما لم يصبر عليه من أفعال قام بها العبد الصالح خضر. السر وراء أفعال نبي الله الخضر إذ كان هناك ملك ظالم يأخذ السُفن غصباً و حين رأى الثُقب في السفينة تركها لأصحاب السفينة المساكين الذين يعملون عليها، وعن قتل الغلام فقد وجد الله تعالى أن هذا الغلام من شأنه أن يُرهق و يعصى والديه، فأراد الله أن يُبدلهم خيراً منهم، وقص له عما يوجد تحت الجدار من كنز ليتامى فأراد الله أن يحفظه لهم حتى ينضجون ويحصلون على كنزهم.
واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا. فأراه مكان الحوت. قال: ههنا وصف لي. قال فذهب يلتمس فإذا هو بالخضر مسجى ثوبا، مستلقيا على القفا. أو قال على حلاوة القفا. قال: السلام عليكم. فكشف الثوب عن وجهه قال: وعليكم السلام. من أنت؟ قال: موسى. قال: ومن موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل. قال: مجيء ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا. قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. شيء أمرت به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر. قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا. قال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها. قال: انتحى عليها. قال له موسى، عليه السلام: أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا. قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا. فانطلقا حتى إذا لقيا غلمانا يلعبون. قال فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله. فذعر عندها موسى، عليه السلام، ذعرة منكرة. قال: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند هذا المكان "رحمة الله علينا وعلى موسى. لولا أنه عجل لرأى العجب.
2 – تَأْوِيل الْخضر – عَلَيْهِ السَّلَام – فِي قتل الْغُلَام كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث: " وَأما الْغُلَام فطبع يَوْم طبع كَافِرًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ قد عطفا عَلَيْهِ، فَلَو أَنه أدْرك أرهقهما طغيانا وَكفرا. فأردنا أَن يبدلهما ربهما خيرا مِنْهُ زَكَاة وَأقرب رحما ". وَزَاد فِي رِوَايَة: " وَوَقع أَبوهُ على أمه، فَحملت فَولدت مِنْهُ خيرا مِنْهُ زَكَاة وَأقرب رحما ". إخْبَاره – عَلَيْهِ السَّلَام – أَن الْغُلَام طبع كَافِرًا وَأَن أَبَاهُ وَقع على أمه فَحملت وَولدت خيرا مِنْهُ لَهو من الْأُمُور الغيبية الْمَحْضَة الَّتِي لَا مجَال للاطلاع عَلَيْهَا إِلَّا من طَرِيق النُّبُوَّة وَالْوَحي. فَذَلِك من أقوى الْأَدِلَّة على أَنه كَانَ نَبيا،إِن لم يكن رَسُولا. 3 – وَمن ذَلِك قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم -: " لما لقى مُوسَى الْخضر عَلَيْهِمَا السَّلَام، جَاءَ طير فَألْقى منقاره فِي المَاء. فَقَالَ الْخضر لمُوسَى: تَدْرِي مَا يَقُول هَذَا الطير؟ قَالَ: وَمَا يَقُول؟ قَالَ: يَقُول: مَا علمك وَعلم مُوسَى فِي علم الله إِلَّا كَمَا أَخذ منقاري من المَاء؟ فَهَذَا صَرِيح فِي أَن الْخضر قد علم منطق الطير، وَهُوَ من الْغَيْب الَّذِي لَا يُعلمهُ الْبشر فَهُوَ فِي هَذَا على نَحْو النَّبِي سُلَيْمَان – عَلَيْهِ السَّلَام – الَّذِي حكى الله عَنهُ فِي الْقُرْآن: (يَا أَيهَا النَّاس علمنَا منطق الطير).
تحدث القرآن الكريم عن عبد من عباد الله تقابل معه موسى ـ عليه السلام ـ وكان بينهما ما جاء في سورة الكهف: (فَوَجَدا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) (الآية:65) وتحدثت السنة النبوية المُطهرة الصحيحة، كما رواه البخاري والترمذي عن هذا العبد الصالح باسم "الخضر" لأنه جلس على فروة بيضاء ـ هي وجه الأرض ـ فإذا هي تهتز من تحته خضراء. وإلى القُراء أضواء بسيطة على شخصيته من حيث اسمه وحياته ونبوته: يقول العالم الكبير كمال الدين الدميري المُتوفى سنة 808هـ في كتابه الموسوعي "حياة الحيوان الكبرى" عند الكلام عن الحوت: إن اسم الخضر مضطرب فيه اضطرابًا متباينًا والأصح ـ كما نقله أهل السير وثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما نقله البغوي وغيره ـ أن اسمه "بليا" بفتح الباء وسكون اللام، وكان من بني إسرائيل ومن أبناء الملوك، وفرَّ من الملك وانصرف إلى العبادة. أم هل هو حي أو ميت، فقد اختلف في ذلك، فقال النووي وجمهور العلماء: إنه حي موجود بين أظهرنا الآن، وهذا الرأي مُتفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة. والأخبار عن الاجتماع به كثيرة، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين، والعامة معهم على ذلك وإنما شذَّد بإنكاره بعض المحدثين.
innovashop-it.com, 2024