وكما قال نزار قباني: "ثوري على شرق يراكِ وليمه فوق السرير". نحن بحاجة إلى ثورة والمقصود هنا ثورة فكرية ايجابية تساند وتدعم المرأة وتطيح بالعادات السيئة التي قوضت المرأة فلا يخفى على الجميع وأد الفتيات أيام الجاهلية خوفاً من العار، وختان الإناث، وغيرها من الوساوس الخبيثة التي غزت عقول الآباء والأمهات في تلك المراحل والعصور. كما أننا بحاجة إلى التغيير الذي لا يتعارض مع الدين وفي نفس الوقت يخدم المرأة العربية بوجه عام والفلسطينية بوجه خاص وتوجيه البوصلة نحو الاحتلال لفضح ممارساته بحق المرأة الفلسطينية بجهود وطنية نسوية بعيدة عن خدمة الأجندات الخارجية.
كما لم يكن يسمح للنساء التدخل في الحياة السياسية على الإطلاق، ولم يكن يسمح لهن بالتصويت. وخلال هذه الفترة كان القانون البريطاني مجحف في حق النساء، لدرجة أنه لم يكن حتى يعترف بها كإنسان. لوحة للأخوات آن و إيميلي و شارولوت برونتي، من رسم أخيهم برانويل (1834) النسوية في الأدب خلال القرن ال19، نجحت العديد من الأديبات البريطانيات في كتابة الأدب بالرغم من كل هذه الظروف الصعبة. فكتبت جاين أوستن في بدايات القرن ال19، عن تقييد المجتمع لحياة النساء. وصورت تشارلوت برونتي و آن برونتي وجورج إليوت معاناة المرأة وغضبها. كما تناول العديد من الكتاب الرجال عن التمييز والتحيز الجنسي ، مثل روايات توماس هاردي وقصائد جورج ميريديث ومسرحيات هنريك إبسن. الجهود النسوية في الحياة الاجتماعية والسياسية جون ستيوارت ميل (1806 - 1873) ترتكز فلسفة ميل المدافعة عن حقوق المرأة على فلسفته النفعية، فيشير إلى أن خضوع النساء وحرمانهم من الفرص والحقوق التي يتمتع بها الرجل ليس فقط "خطأ في ذاته"، بل ايضًا "إحدى أهم عوائق تقدم البشرية". يضيف ميل إلى أن إزدهار المجتمع يتطلب مشاركة جميع البشر وتطوير مواهبهم وحثهم على السعي وراء تحقيق أهدافهم، وليس عن طريق حصر الرجال والنساء في أدوار ومراكز محددة جامدة.
آخر تحديث يوليو 5, 2021 في شهر ديسمبر عام 2020 فُجع الشارع العماني بخبر انتحار فتاة عمانية شابة في مقتبل العمل، اسمها زوينة الهنائي. الخبر أصبح "ترند" بعد تفاعل عدد كبير من المغردين على تويتر بين المتعاطف والمستنكر. وما جعل التفاعل أكثر حدة، هو الرسالة التي تركتها الراحلة زوينة، والتي كانت قد شرحت فيها أسباب انتحارها مشيرة إلى يأسها من الحياة! انتحار زوينة أثار العديد من التساؤلات حول العنف الأسري الذي تمارسه العديد من العائلات على بناتها في عمان، وذلك بسبب غياب القانون الذي يحمي الفتيات من عنف أولياء أمورهن الواقع عليهن، وامتناع الجهات المختصة مثل وزارة التنمية الاجتماعية عن توفير خط ساخن لحماية ضحايا هذا العنف أو إنقاذهن. استنادا إلى أدلة ومستندات تلقاها المركز وتثبَّت منها فإن السبب الرئيسي لانتحار زوينة هو العنف الذي عرضتها له أسرتها، وليس حالة الاكتئاب التي أصابتها بسبب اطلاعها على كتب نوال السعداوي أو مشاركتها بعض زميلاتها في أفكار الحركات النسوية، كما حاول الكثير ترويجه. قانون الجزاء العماني في مادته الـ44 يتيح لولي الأمر ممارسة العنف ضد أبنائه إذا كان ذلك بحسن نية حسبما نصَّ القانون: "لا جريمة إذا وقع الفعل بحسن نيّة استعمالا لحق أو قياما بواجب مقررين بمقتضى القانون، ويعد استعمالا للحق: أ – تأديب الآباء ومن في حكمهم للأولاد القُصّر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا".
إنهن يرون العمل إلى جانب الرجال ضرورة، لأنهم يرون أن اضطهاد النساء جزء من نمط أكبر يؤثر على كل من يشارك في النظام الرأسمالي. انتقد بعض المساهمين في الحركة النسوية الاشتراكية الأفكار الماركسية التقليدية لكونها صامتة إلى حد كبير حول الاضطهاد الجندري القائم على أساس النوع الاجتماعي باستثناء إدراجها تحت الظلم الطبقي الأوسع فضلاً عن الكتابات الماركسية الكلاسيكية لفريدريك إنجلز وأوغست بيبل كتفسير قوي للصلة بين القمع بين الجنسين والاستغلال الطبقي. الاتجاه النسوي الراديكالي تعتبر الحركة النسائية الراديكالية تسلسل هرمي للرأسمالي للذكور ، والذي تصفه بأنه متحيز ضد المرأة، باعتباره السمة المميزة لقمع النساء. تعتقد النسويات الراديكاليات أنه لا يمكن للمرأة أن تحرر نفسها إلا إذا تخلصت مما تعتبره نظامًا أبويًا قمعيًا ومسيطراً. وتشعر النسويات الراديكاليات بوجود هيكل للسلطة قائم على الفكر الذكوري والتى تعتبرها أنه المسؤل عن الظلم وعدم المساواة بين الجنسين. الاتجاه النسوي الليبرالي تؤكد الحركة النسائية الليبرالية على المساواة بين الرجل والمرأة من خلال الإصلاح السياسي والقانوني. يركز على قدرة المرأة على إظهار المساواة والحفاظ عليها من خلال أفعالها واختياراتها.
ظهر هذا التيار خلال الموجة الثانية من الحركة النسوية ويؤمن بدوره بوجود اختلافات فطرية بين الرجل والمرأة، ما يفرض وجوب التعامل مع كلٍ منهما على أنهما مختلفان بالأساس، ويطالب تيار الاختلاف بتعزيز مكانة الصفات الأنثوية حتى يكون لها نفس مكانة الصفات الذكورية ذلك لأن اضطهاد المرأة نابع من التقليل من قيمة كفاءاتها الطبيعية. ما يعني أن هذا التيار لا يعطي أهمية إلى المكانة الاجتماعية، بل إلى الاختلافات الموجودة بين الجنسين وتلك الاختلافات هي من تعطي قيمة لجنس دون الآخر، لذلك يرفع هذا التيارمكانة الأمومة في المجتمع على سبيل المثال كوسيلة لمنح السلطة للمرأة. ومن نسويات هذا التيار الفيلسوفة البلغارية الفرنسية جوليا كرستيفا والكاتبة الفرنسية البلجيكية لوسي إيريجاري والناشطة الفرنسية أنطوانيت فوك. من المآخذ على هذا التيار أنه يعزز الاختلافات بين الرجل والمرأة من خلال دعم فكرة وجود هوية أنثوية مختلفة عن الهوية الذكورية، ما يحول دون الوصول للمساواة بين الجنسين. يسمى هذا التيار أيضًا بالتيار الراديكالي ويعود ظهوره إلى فترة السبعينيات أي أنه من تيارات الموجة الثانية للحركة النسوية، ويرى أن الرجل هو العدو الأول للمرأة.
" النسوية " كما يعرفها معجم أوكسفورد: " هي الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل "، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية"، أما معجم " ويبستر "، فيعرفها بأنها: "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه".
دافع الكثير من فلاسفة القرن الثامن عشر عن حقوق المرأة، من بينهم: جيرمي بنثام والمركيز دو كوندروسيه وأوليمب دو غوج وماري وولستونكرافت. قال الفيلسوف الليبرالي الكلاسيكي "جيرمي بنثام" أن وضع المرأة الثانوي في القانون، هو ما جعله يختار وظيفة المصلح وهو في الحادية عشر من عمره. نادى بنثام بتحقيق المساواة الكاملة بين الأجناس، وإعطاء المرأة جميع حقوقها، من ضمنها حقها في التصويت والمشاركة السياسية والطلاق. كما عارض بنثام معايير الأخلاقيات الجنسية المزدوجة بين الرجل والمرأة. وأدان بنثام انتهاك الكثير من البلدان لحقوق المرأة بدعوى عدم عقلانيتهن. [3] المركيز دو كوندروسيه (1743 - 1794) كان المركيز دو كوندروسيه عالم رياضيات وسياسي ليبرالي كلاسيكي وأحد المدافعين الأقوياء عن حقوق الإنسان،ونادى بالمساواة بين الرجل والمرأة، ودعم حق المرأة في التصويت عام 1790. أوليمب دو غوج (1748 - 1793) نشرت "أوليمب دو غوج" كتابها إعلان حقوق المرأة عام 1791، واعتُبر من أهم اللوائح التي ادت إلى إعترف الحكومة الثورية الفرنسية بالحقوق الطبيعية والسياسية للمرأة. كتبت دو غوج كتابها بنفس الاسلوب الذي كتب به كتاب إعلان حقوق الرجل والمواطن ،ساخرة من فشل الرجال في ضم أكثر من نصف المجتمع الفرنسي تحت ظل المساواة (egalité).
innovashop-it.com, 2024