سبب نزول آية الحجاب: ورد في سبب نزول آية الحجاب قولين، وهما: القول الأول: ما ورد عن سيدتنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أنّ أزواج النّبي صلّى الله عليه وسلم كنّ يخرجن بالليل إذا تبرزّن إلى المناصع وهو صعيد أفيح. فكان عمر يقول للنّبي صلّى الله عليه وسلم: احجب نساءك. فلم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلم يفعل. فخرجت سودة بنت زمعة، زوجُ النّبي صلى الله عليه وسلم، ليلةً من الليالي عشاءً، وكانت امرأةً طويلةً، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصًا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب ". (أخرجه البخاري في صحيحه رقم: 146. وأخرجه مسلم في صحيحه رقم 2170. ) القول الثاني: ما ورد عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لمّا تزوج النّبي صلّى الله عليه وسلّم زينبَ بنت جحش ، دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون. قال: فأخذ كأنه يتهيّأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم. زاد عاصم، وابن عبد الأعلى في حديثهما، قال: فقعد ثلاثة. وإنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس. ثمّ إنّهم قاموا فانطلقوا. قال: فجئت فأخبرت النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّهم قد انطلقوا.
وقد كان أهل الجاهلية يكشفون عن وجوه نسائهم إلا من أرادت العفة لنفسها أو أراده لها أولياؤها، وكان من عادتهن التبذل، وإظهار المحاسن، وعدم المبالاة، وقد مضى على الناس في أول الإسلام شيء من هذا، وترك الناس على حالهم في عدم الحجاب، ثم إن الله جل وعلا أنزل آية الحجاب، وكان من أسباب ذلك عمر قال: يا رسول الله إنه يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرت بحجابهن، فأنزل الله جل وعلا آية الحجاب، ولله الحكمة البالغة في تأخير نزول الآيات الدالة على وجوب الحجاب، فكان الواجب أن تنتهي هذه المشكلة عند نزول الآيات، وعند ظهور الحق، فما كان من سفور في النساء المسلمات فإنه كان قبل نزول آية الحجاب.
innovashop-it.com, 2024